الاثنين، 6 يناير 2020

نبذة تاريخية عن الباتيك موضوع بحث جاهز للطباعة والمطالعة


               يعتبر الباتيك احد طرق الطباعة اليدوية والذي يعتمد على اسلوب المناعه(مكشوف ومعزول),فالاماكن المعزولة بواسطة الشمع تمنع من دخول الصبغة اليها اما الاماكن المكشوفة من القماش هي التي تسمح بدخول الصبغة اليها .                                                                                                     
              يرجع مصدر كلمة باتيك (batick) الى لغة سكان جزيرة جاوه باندونيسا , وان ارجع البعض نطقها الى اصل حديث , ويرجع الاشتقاق في اصلها الى المقطع (tic) والتي تعني التنقيط وهو ما يتفق مع اسلوب استخدام الشمع المصهور , كما ان ذلك المقطع قد يعني ايضا الكتابة والرسم والتصوير والوشم.                                     ويذكر ان طريقة الباتيك باستخدام الشمع نشات بطريقة الصدفة نتيجة سقوط بعضا من الشحم او الشمع على اقمشة بيضاء قبل صباغتها وبعد ذلكاستخدم ابسط الاساليب لاحداث المناعة , وقد استخدمت هذه الطريقة باسلوب يكاد يكون هو المستعمل حاليا منذ 400 سنة ق.م في جاوه بجزر اندونيسيا ومازال هذا الاسلوب الفني مرتبطا بهذه البلاد ويذكر ان اسلوب الباتيك كان يستخدم اثناء العصر القبطي في مصر .... (الباتيك) من أشهر الفنون في دول أرخبيل الملايو, وتعتبر الأقمشة والملابس المصنوعة بهذا الفن الأكثر انتشارا لدى السكان في هذا البلد.
               اولاً : صباغة الباتيك من القرون الأولى حتى قرن 12 م:
هناك نظريتان أساسيتان في ذلك المجال , أولهما تعزي نشأة فن الباتيك إلي سكان قارة آسيا , حيث إنتشرت في جزر الملايو , بينما تنسب النظرية الثانية نشأته إلى سكان الهند , ومنه إلى العالم الغربي , والحقيقة أن الأمثلة المبكرة المعروفة لهذه الطريقة أمثلة محدودة , فمن المحتمل أن تكون قد تم صناعة عدد من الستائر بهذا الأسلوب بأيدي فنانين صينيين لا تزال آثارها محفوظة في متحف نارا Nara باليابان في القرن الثامن الميلادي , ومن المسلم به أن زخرفة الأقمشة بطريقة المناعة , بإستخدام الشمع السائل في اليابان قد جاء به من الصين , حيث كانت تلك الوسيلة شائعة منذ اسرة Sui , Tang سنة 581 -906 م , وقد كان أولى النمازج التي تم العصور عليها من الأقمشة المزخرفة بهذا الأسلوب هى نموذج من أصل هندي وجدت في مقابر القرن الأول في مصر لأقمشة مصبوغة بالنيلة Indigo , مع صورة مرسومة بالشمع ,
 وهناك رأي آخر يشير إلى إحتمال إبداع الباتيك بواسطة المصريين , والتي أثرت بتقنياتها على الهند فقد ذكر أن شعب جاوه يعتقد أن فنه أحضر إليه بواسطة الهنود والمصريين , وقد عثر على جزء صغير من علم أو راية مصنوعة من القطن وجدت بمدينة الفسطاط القديمة بالقرب من القاهرة ,يرجع تاريخها إلى سنة 1230 – 1350 م , مصنوعة بصبغة النيلة Indigo ومن المعروف أن صباغة المنسوجات عرفت بمصر منذ عصر ما قبل الأسرات  
 كما حظي فن صباغة الباتيك بالمناعة الشمعية بقدر كبير من التفوق بالجزر الإندونيسية وخاصة جزيرة جاوه منذ القرون الأولى , فإن تقنية الباتيك قد أدخلت إلى جاوه في القرن الثالث والرابع الميلادي على يد الهنود والإيرانيين ثم بدأ هذا الفن في الإنتشار بين الكثير من الجزر الإندونيسية بعد إن كان حكراً على الطبقة المالكة والسلاطين , فأنتشر بعدة جزر مثل ( جامبي – بالمانج – سومطرة – سنغافورة – الفلبين – ومديورا) حيث اصبحت ممارسة فن الباتيك من اهم الحرف لدى الشعب الإندونيسي , لكلا من الرجال والنساء .
                 اما الزخارف المستعملة في زخرفة المنسوجات بجاوا , فقد تنوعت بتنوع الحضارات التي مرت عليها فقد برع سكان جاوا في إمتصاص التاثيرات الأخرى وإقتباس العناصر الفنية النادرة من عدة مصادر أجنبية مثل ( التنين – الثعابين – الأفيال من الهند – الحيوانات الخرافية مثل الخيول المجنحة من الفرس , والسحب من الزخارف الصينية. وقد كانت الهند الشرقية أيضاً من المناطق الهامة والرئيسية كما تشير أراء الباحثيين , انها من المصادر الأولى لإنتشار فن الباتيك إلى العالم , خاصة أنها تشتهر بانتاج الاقمشة القطنية والصبغت الطبيعية , وهي من العناصر الاساسية في انتاج هذا الفن . ... .هناك مناطق اخرى كانت مصدر لإنتاج الباتيك مثل منطقة الجنوب الشرقي لخليج الهند , فقد نشات بها طريقتان غير سائدتان إحداهما في تانجور Tanjor , فقد إستعمل الباتيك في تصميمات أدخل في نسجها الذهب , والأخرى في بانجلور Bangulor , حيث إستخدم الشمع كسطح مزدوج لوقاية القماش من تسرب الصبغة داخل حدود الزخرفة , وكانت تسيطر وحدات الزهور على العمال الفنية الباتيكية , حيث إرتفع المستوى الفني للتصميمات والرسومات واللوان المستخدمة في تلك المنطقة.
          وقد كانت الصبغات المستخدمة في صباغة الباتيك خلال هذه العصور الأولى لممارسة هذا الفن , من الصبغات الطبيعية النباتية , المحدودة الألوان والتي تستعمل على البارد مثل صبغة النيلة الزرقاء, أو تستعمل دافئة مثل صبغة السوجا البنية , وذلك حتى لا تنصهر الزخارف المطبقة بالشمع أثناء عمليات الصباغة .                                                                                                                             ثانياً : صباغة الباتيك من القرن12 وحتى القرن 18 م:
          تعتبر بدايات العصور الوسطى من اهم مراحل تطور أسلوب صباغة الباتيك بالمناعة الشمعية , خاصة بجزيرة جاوا الإندونيسية , حيث اصبح هذا الفن يمارس من قبل الشعب كما إزداد عدد المزخرفيين والممارسيين لهذا الفن , وأصبح فن الباتيك ذو شهرة عالية داخل وخارج إندونيسيا , حتى صار من أهم الصادرات في مجال المنسوجات المصبوغة يدوياً.                                                       نتيجة لوجود الإستعمار الهولندي في جزر جاوه , عرفت تلك الطريقة بهولندا في خلال القرن السابع عشر , وبعد ذلك إنتقل إلى أوروبا , حيث قدم سير توماس رافز Sir Tomas Raffes عالم التاريخ الطبيعي شرحاً كاملاً لفن صباغة الباتيك ومراحله , من خلال تناوله لتاريخ جزيرة جاوه , ولا شك انه نتيجة لإرتفاع تكلفة زخرفة المنسوجات بتلك الطريقة إلى جانب الرغبة في السيطرة على التجارة , أدى ذلك بالأوروبيين إلى دراسة الأسواق وطرق الأداء المستعملة , والصبغات ومحاولة إنتاج ماكينة لطباعة التأثيرات التلقائية المميزة للباتيك والملامس والتجزيعات اللونية الناتجة بعد عملية الصباغة من تكسيرالشمع, محاولين تقليدها باحسن الطرق ,وذلك بهدف انتاج منسوجات مصنوعة من الباتيك اليدوي التقليدي باقل تكلفة واقل وقت ممكن ,إلا أن ذلك ادى تدريجياً على ضعف المهارة اليدوية التي إمتاز بها الأولون من صناع الباتيك , وتطور هذا الإسلوب في ذلك الوقت إلى الطباعة بالشاشة الحريرية لإنتاج تأثيرات الباتيك المتشابهه , كما إستخدمت طريقة تطبيق الشمع السائل خلال قطع افستنسل الخشبية الرقيقة , ولكن هذه الطرق لم تستطيع ان تنافس او تضاهي اسلوب صباغة الباتيك المنفذ بقلم الشمع بما له من جماليات خاصة لا تتوافر في الطرق الأخرى.
ثالثاً : صباغة الباتيك خلال القرن19 وحتى القرن 20 م:
  تعتبر هذه الفترة من اكثر الفترات التي واكبت تقدماً ملحوظاً لفن الباتيك الشمعي , شمل تطوراً في الأسلوب ووسائل الآداء المستخدمة , كما إتسع نطاق الإبتكار بإستخدام كلا الأسلوبين , اليدوي التقليدي الذي مارسه الأوائل , والإسلوب الآلي الحديث الذي إعتمد أساسه على زيادة الإنتاج الكمي في أقل وقت ممكن مع الحفاظ على خصائص فن الباتيك اليدوي , مسايرة في ذلك الثورات الصناعية الحديثة التي احدثت إنقلاباً في كافة المجالات مثل الصبغات المختلفة , الراتنجات المطورة , والأجهزة والمعدات والآلات التي تميزت بوفرة الإنتاج وسرعته وإرتفاع جودته , وبالتالي إنعكس ذلك على ممارسة فن صباغة الباتيك , حيث شهد هذا الفن تطوراً كان من شانه إعادة إنتاج المنسوجات الباتيكية ولكن باساليب صناعية ميكانيكية , ومع ذلك لم تلقى النجاح المطلوب في دول اوروبا لأنها لا ترقى لقيمة المستوى الرفيع للباتيك اليدوي.
بدات ممارسة هذا الفن تنتقل من جزر إندونيسيا إلى كثير من دول أوروبا وأفريقيا وأمريكا مع بداية القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن , حيث قام بعض المهتميين بهذا الفن وخاصة الجاليات الجنبية المقيمة بجزر إندونيسية بإقامة ورش العمل لممارسة هذا الفن بما يتناسب مع متطلباتهم من المنسوجات مثل عمل الأوشحة , المناديل , المفارش , الستائر , والمعلقات , ثم تم نقل هذه الورش إلى بلادهم , وقد إستعان بعضهم بممارسيين أصليين من جاوه لعمل المنسوجات المزخرفة بإسلوب صباغة الباتيك بمناعة الشمع يدوياً وليس آلياً , لما له من جماليات رفيعة , وتقديراً منهم للعمل اليدوي , ولقد زاد إنتشار هذا الفن على مستوى العالم خلال القرن العشرين وتنوعت معه الموضوعات وطرق الآداء , واصبح هناك ثراء لوني للمنسوجات نتيجة لتطور الأصباغ التركيبية , وبذلك تطور المفهوم من فن صباغة الباتيك بالمناعة الشمعية , الذي كان يمارس في جزر إندونيسيا إلى مفهوم جديد ومبتكر لهذا الفن الأصيل.  
رابعاً: صباغة الباتيك بنهاية القرن20 وبداية القرن:                                                                                                                                                                                             كان فن الباتيك في أول الأمر بمثابة تسلية لدى سيدات الأسرة المالكة بجاوه , ثم أصبح مجال ممارسة للعامة في العديد من الجزر الإندونيسية , ولازال حتى تم تبنيها كشكل حرفي قومي مع العديد من الثقافات المتنوعة التي تستخدم الباتيك كزي شعبي , أو إستغلاله كمصدر للتجارة والتصدير إلى كثير من دول العالم , كما هو محقق بالنسبة للعديد من أشكال الفن القديمة , خاصة أن تقاليد تصميمات فن الباتيك وزخارفه تعتبر معقدة ومبتكرة , مما يجعل المنسوج يحمل مواصفات جمالية عالية ورفيعة , إلى جانب العمل   الوظيفي والنفعي , وبذلك فرضت هذه المناطق هويتها الثقافية الفنية على العالم , من خلال فنها الاصيل.                                                                                                                                                                                                      
  وإنتهت أخيراً إلى فتح الباب للإستعراض المهارة في الإسلوب والتصميم والصباغة والتوظيف , ومع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين , زاد إنتشار    المنسوجات المزخرفة آلياً نتيجة لندرة الممارسيين يدوياً لهذا الفن , برغم إنتشاره في الكثير من دول العالم , ففي خلال السنوات الأخيرة كان تناول هذا الفن مقتصر على بعض الفنانين الذين قاموا بدراسة هذا الأسلوب وتقنياته المتعددة , من خلال الأكاديميات الفنية على مستوى العالم , بهدف إبداع الكثير من الأعمال الفنية التي يتحقق معها معالجات وحلول مبتكرة خاصة بتقنيات الأسلوب , وتصميماته , وألوانه , حيث يمكن متابعت هذه العمال من خلال المعارض الفنية الدولية والعالمية وذلك إلى المستوى الفني وأما على المستوى النفعي والتوظيفي وهو الأكثر إنتشاراً حيث يعتمد على الآداء الآلي وليس اليدوي , ويظهر ذلك من خلال شركات عروض الأزياء الراقية , وشركات المنسوجات والمفروشات , والتي تحاول إنتاج منسوجات تعتمد على السمات والصفات الجمالية الخاصة بإسلوب الباتيك الشمعي وإمكاناته الفنية المتميزة , والتي يمكن صياغتها بطرق مختلفة ومتنوعة .  
      تطورت الأدوات والوسائل الخاصة بتطبيق الشمع على المنسوج , وبالرغم من ان الشكل الفني لتقنية صباغة الباتيك بمناعة الشمع في غاية التعقيد إلا إن الأدوات المستعملة لتطبيق هذا الفن كانت ولا زالت بسيطة جداً .
              في بادئ الأمر إستعملت اكياس من الياف النخيل لضغط الشمع على القماش , وفي الهند إستعملت وسادة في حجم كرة التنس مصنعة من قطع وخيوط نبات القنب تثبت حول يد مصنوعة من البامبو مع ريشة او سن من الحديد , ثم يغمر في الشمع المنصهر فتمتص الوسادة الشمع المنساب عن طريق الضغط على الوسادة.
            _قد  يربط إثنان أو أكثر من الأقلام معاً للحصول على خطوط متوازية يطلق عليه اسم كالام (Kalam ) أو كورتشيني (Kurchini ) وتعني عصا الإسقاط , وهناك طريقة أخرى عرفت في شرق جاوه وتتمثل في إنسياب الشمع خلال عدد من الأنابيب الرفيعة المثبتة بقالب تسمح لسائل المناعة بالنفاذ وتطبع به علي الأجزاء غير المرغوب صباغتها من التصميم .
          ومع تطور هذا الفن الرفيع تطورت معه أدواته فظهرت ادوات جديدة خلال القرن السابع عشر أدت إلى الحفاظ على مستوى هذا الفن الجمالي , فقد تم إبتكار أداة تسمى الميلا أو قلم الشمع , وتعرف باللغة الجاوية ( تجانتنج Tjanting ), كما إبتكرت اداة أخرى تسمى الختامة او القالب وتعني باللغة الجاوية ( تجاب Tjap ) , وهى ادوات تستخدم لتطبيق الشمع على المنسوج يدوياً , ولكن تميزت المنسوجات المنفذة بقلم الشمع تجانتنج Tjanting عن المنفذة بالقالب النحاسي تجاب Tjap بالدقة وروعة الأداء والتنوع , حيث أنها لا تعتمد على التكرارللوحدة الزخرفية المستمر كما هو حادث بالنسبة للقالب.
          كما إستخدمت في أفريقيا الغربية على مدى قرون طويلة , عدة وسائل لتطبيق الشمع , وهى من المناطق المشهورة بإستخدام إسلوب المناعة الشمعية في زخرفة المنسوجات.
          قلم الشمع النحاسى Tjanting  :
          يعتبر قلم الشمع من  اهم وسائل تطبيق مناعة الشمع , والذي يتطلب الدقة المتناهية والقدرة على التركيز من الممارس , وذلك لإخراج قطعة نسجية مصبوغة متميزة , وقد إستخدم لفظ تجانتنج Tjanting على أداة تشمل وعاء نحاسي صغير يتكون من جدار رقيق مثبت بمقبض من الخشب , ويملئ هذا الوعاء بالشمع المنصهر ليستخدمها الممارس لنقل التصميم وتطبيقه بالشمع على القماش , حيث ينساب من خلال انابيب مختلفة السعة لإحداث تأثيرات مختلفة للتصميم , مما يعطي ثراء وتنوعاً إيقاعياً للتصميم .
          وتسمى المنسوجات المنفذة بهذه الطريقة ( توليس Tulis )أي الباتيك المرسوم يدوياً , كما تسمى الحاوية التي تحمل الشمع المنصهر باللغة الجاوية ( واجان Wajjan ) والتي كانت تصنع عادة من الحديد أو الفخار لتوضع على موقد يعمل بالفحم , حيث يظل الشمع ذائب أثناء تطبيقه على القماش .
           الشمع المنصهر Melt Wax  :
          كان الشمع المستخدم كمناعة لتصميمات منسوج الباتيك عبارة عن خليط من شمع العسل وشمع البرافين والراتنج ( القلافونية ) , وبعض الدهون الحيوانية التي تساعد على سيولة المكونات اللأخرى , كما كان أفضل أنواع الشمع هو المتوفر بالجزر الإندونيسية مثل( تيمور , سومطرة , سيومباوا ) وهى ثلاثة من انواع النفط الأبيض ( البرافين ) الذي أساسه ابيض, أصفر, اسود, وهذه المكونات المخلطة مدروسة تماماً بالجرامات والنسب التي تتفاوت تبعاً للتصميم , فقد كانت تغطى الأجزاء الأكبر بالشمع الأقل جودة , اما الشمع ذو الجودة العالية فكان يستخدم في الأجزاء الدقيقة والأكثر تعقيداً في التصميم , وذلك تمهيداً لمراحل الصباغة المتتالية , ورغم الجماليات التي كانت تنتج من تكسير الشمع وتشققه أثناء عملية الصباغة , والتي تعتبر الآن من أهم الإمكانات الجمالية للإسلوب , إلا أنه كان مرفوض عند الجاويين , بل ويعتبروه من الأخطاء فتقلل من قيمة قطعة الباتيك الفنية والمادية .
           الصبغات Days :
          كانت الألوان التقليدية المميزة للباتيك الجاوي المركزي تصنع من المكونات الطبيعية النباتية , والحيوانية , والمعدنية , وتتألف في المقام الأول من اللون الأزرق , البني المائل الي الأحمر , والبني الفاتح .
          وتؤكد الدراسات والبحوث انه:   قد كان اللون الأقدم الذي أستعمل في صباغة الباتيك التقليدي هو اللون الأزرق الغامق , الذي كان يستخرج من اوراق شجرة النيلة (Indigo)  وذلك بخلط هذه الأوراق بمولاس السكر (ومولاس السكر من المواد المستخلصة من عملية تكرير السكر) والجير وتترك لتتخمر , كما كان يستخرج احياناً من شجرة تسمى التنجي Tinggi وهى مادة تضاف للصباغة كعامل تثبيت , أما اللون التقليدي الأخر هو اللون البني المحمر ويسمي سوجا Soga وهو إسم الشجرة التي يستخرج  من لحائها , وقد إستعمل في الباتيك الجاوي اللون المحمر الغامق ويسمي مينجودا Mengkuda وهذا الصبغ إستخرج من شجرة موريناد Morinad , وكان التدرج اللوني النهائي يعتمد على طول فترة غمر القماش في حمام الصبغة , والممارسين الماهريين أستطاعوا أن يبدعوا درجات لونية متعددة من هذه الألوان التقليدية , كما أنتجوا اللون الأسود بخلط لون سوجا Soga البني المحمر باللون الأزرق Indigo لينتج لون أسود مزرق غامق , وجميع هذه الصبغات تستعمل باردة , أو دافئة في حالة اللون البني , وذلك حتى لا ينصهر الشمع المطبق على القماش أثناء صباغته.
                 
اعداده :تختار قطعة القماش التي يتم استخدامها في هذا الفن من الحرير الطبيعي أو المصنّع كما يستخدم القطن الخالص والمخلوط, بحيث تغمر بعدها في الشمع السائل، وبعدما تجف تبدأ عمليات التسطيح بإزالة بعض أجزاء الشمع بما يتناسب مع النقش المراد تصميمه.                                                                                                                                              
                      وتستهل عملية الصباغ بالرسم والتلوين على المناطق الخالية من الشمع، وتتكرر العملية لتكوين طبقات متراكبة من الشمع على القماش، بينما تتم الزخرفة بلون مختلف في كل مرة.
                     ويستخدم للعملية خليط شمع النحل وشمع البرافين, حيث يفيد شمع النحل في ثبات الخليط على القماش, بينما يفيد شمع البرافين في عملية التسطيح. وترسم خطوط الألوان الدقيقة على القماش باستعمال إبرة منحنية, مجهزة بمقبض خشبي مع كأس معدني صغير ذي ميزاب صغير تنزل منه الصباغ على المناطق المفرغة من الشمع.
                    وبعد الانتهاء من عملية الرسم والحصول على الزخرفة المطلوبة, يتم كشط الشمع وتعريض قطعة القماش للحرارة وغسلها بحيث تذوب بقايا الشمع وتظهر الألوان والزخرفة على القطعة بشكلها النهائي.
                     أنماطه
ولا تنفذ أنماط الزخرفة على القماش بشكل عشوائي وإنما لكل قطعة شكل زخرفي معين, ولكل منها معانٍ رمزية تعود للمكان الذي تتم فيه عملية التصنيع.
                    ويقدر عدد الأنماط الزخرفية المسجلة بنحو ثلاثة آلاف نمط, يمثل بعضها قصصا وملاحم تاريخية، مستوحاة من الثقافة في أرخبيل الملايو القديمة, وتحافظ كل دولة على طابع خاص لها في زخرفة، بحيث يمكن للخبير المتفحص أن يميز بسهولة بين (الباتيك) الماليزي ونظيره في إندونيسيا, حيث لكل منها خصائصه وميزاته.
                     يشار إلى أن منظمة اليونسكو قامت بإضافة (الباتيك الإندونيسي) إلى قائمة التراث الثقافي العالمي في العام 2009.
                    ويقول الاستشاري في معهد الفنون الماليزية المصمم شمس الدين بن أبي بكر إن فن الباتيك كان يستخدم للنقش على قماش الملابس من الحرير فقط, لكنه توسع ليشمل كل أنواع الأقمشة بما فيها أقمشة الستائر والمفروشات وتغليف الجلود والحقائب وغيرها.

وأضاف شمس الدين في حديثه للجزيرة نت -على هامش مؤتمر ومعرض للباتيك في كوالالمبور- أن استخدامات الباتيك توسعت لتشمل الجداريات الضخمة واللوحات الفنية, كما أنها دخلت في صناعة المنحوتات والتحف والقطع الفنية التقليدية الأخرى.
                      قيمته
ويوجد نوعان من الباتيك أحدهما "التوليس" وهو النوع التقليدي الذي يتم رسمه يدويا، وهو أغلى ثمنا من النوع الآخر الذي يسمى "الكاب" وتتم طباعته بواسطة قوالب جاهزة.
                   ويقدر ثمن قطع الباتيك التقليدي من القمصان أو الفساتين بمئات الدولارات, وكان يقتصر لبسه في الماضي على الأغنياء والنبلاء لغلاء أسعاره, لكن مع دخول صناعة القوالب الجاهزة أمكن لعامة الناس شراؤه.
                وخصصت إندونيسيا يوما في العام لدعوة المواطنين لارتداء الباتيك, أما في ماليزيا فلا يسمح بدخول مبني البرلمان إلا لمن يرتدي الزي الرسمي أو التقليدي من الباتيك وغيره, كما تخصص مؤتمرات ومهرجانات عامة للاحتفاء به كرمز للثقافة الإندونيسية والملايوية                                                                                                                  خطوات العمل : 1_تبدأ العملية بنقع الأقمشة القطنية الخاصة في الماء البارد ليوم كامل حتى يتخلص القماش من النشا الذي يغلفه ، ثم تنشر وتكوى، ويعد القطن من الأقمشة المناسبة لهذا النوع من الفن ، حيث أنها تتناسب مع الأصباغ الدقيقة والألوان ، وتستطيع تحمل الشمع الساخن عليها على عكس الأقمشة الصناعية التي تتلف بفعل الحرارة .         2_اذا كان التصميم المراد اخراجه على القماش يحتوي على اربعة الوان(احمر, اصفر , ازرق ,ابيض) فنقوم بتغطية المساحات المرغوب تركها بيضاء على القماش بمخلوط الشمع والقلافونيا الساخن او بمخلوط شموع مختلفة يحدده المصمم , ثم يصبغ القماش بمحلول اللون الاصفر وفي هذه الحالة نكون احتفظنا بمساحات اللون الابيض .              3_تغطية المساحات المرغوب تركها باللون الاصفر على القماش ثم اعادة تغطية المساحات البيضاء وذلك للحصول على تشققات وتعاريج جديدة نتيجة لتكسير الشمع ثم يصبغ القماش في محلول اللون الاحمر وفي هذه الحالة نكون احتفظنا باللون الاصفر .                                                                                                                   4_تغطية المساحات المرغوبة باللون الاحمر مع اعادة تغطية المساحات باللون الابيض والاصفر ثم يصبغ القماش في محلول باللون الازرق وفي هذه الحالة نكون احتفظنا باللون الاحمر وتمت صباغة اللون الازرق في نفس الوقت.                                                                                                                                                                 وبذلك نحصل على الوان صريحة المستخدمة بالاضافة الى اللون البرتقالي والبنفسجي والاخضر والبني نتيجة خلط الالوان السابقة.                                                               5_يزال الشمع بعد الانتهاء من عمليات الصباغة بواسطة حمامات مائية في درجة الغليان حتى يتم التخلص تماما من الشمع الموجود على القماش حيث يتم تجميعه مرة اخري ويعاد استخدامه , ثم يشطف القماش ويغلي مرة اخري في حمام مائييحتوي على الصابون للحصول على الزهاء الكامل للالوان وكذلك للتخلص من اي بقايا من الشمع قد تكون عالقة على سطح القماش او داخله واحيانا نستخدم المكواه لازالة بعض الشمه الموجود على الاقمشة بواسطة الاوراق .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق